هم المعتزلة ... فاحذروهم. (1).


هم المعتزلة ... فاحذروهم..الحلقة الاولي(1).
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله –صلى الله عليه وسلم- .

(  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [آل عمران :102]

(  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [النساء :1]

(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) [الأحزاب :71,70]

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

قال الإمام العَلَم علي بن المديني – رحمه الله – "إن الله حفظ الإسلام بأبي بكر يوم الردة، وبالإمام أحمد يوم المحنة"([1]).

 هذه المحنة التي هي محنة وفتنة القول بخلق القرآن الكريم، والذي تولى كبرها المعتزلة([2])، المنخذلة المنعزلة من كل خير([3])، هذه الفرقة التي ركبت جواد العقل، وامتطت صهوة الهوى، فكبا بها كبوة لم يفيقوا منها إلى الآن.

هذه الفرقة التي ابتلي بها الإمام أحمد - وهو إمام هذا المجلس الذي نحن بصدد الكلام عنه كدرس واحد وحيد من سيرته العطرة – رضي الله عنه وأرضاه – ، ابتلي بالمعتزلة؛ هذه الفرقة التي جعلت أصل الأصول للوصول لكل حقيقة، العقل!، وإن شئت فقل الهوى، فإن العقل عقال يعقل صاحبه، ويمنعه من الوقوع في القبائح، وهؤلاء لم تكبحهم عقولهم، بل جمحت بهم أهواؤهم .

هذه الفرقة الضالة التي برزت وظهرت، وازدهرت في العصر العباسي، وبالتحديد في زمن المأمون الذي ضُحك عليه من قبل كثر منهم، كابن أبي داود([4]) وكبشر المريسي([5]) وثمامة بن أشرس([6]) - الذي ربما يكون هو السبب في الاحتيال على هذا الخليفة حتى تبني مذهب الاعتزال-، حَمَلَ الناس على القول بخلق القرآن، وأن القرآن -الذي هو كلام الله- ما هو إلا مخلوق، كما خلق الله السماوات والأرض خلق القرآن، وهذه زندقة وكفر؛ فإن من يزعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق، ومن زعم ذلك فهو زنديق كافر، لأن القرآن صفته، وصفاته سبحانه ليست مخلوقة، فأجاب كثير من الناس ترخصًا لقوله تعالى: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ }[ النحل :106] ، لكن سبقت من الله السعادة والإمامة للإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – والإمامة لا تنال إلا بالصبر واليقين، فصبر على السوط وعلى العذاب الأليم، وتوالى على الخلافة ثلاثة المأمون والمعتصم والواثق، وهو كالجبل الراسخ يقول :"القرآن كلام الله غير مخلوق" حتى تولَّى المتوكل –رحمه الله – فانتصر لأهل السنة ورفع المحنة.

إن الكلام عن المعتزلة، وعن خلق القرآن الكريم، وعن هذه الفرق وهذه المباحث، ربما قال قائل :" هذه موضوعات عفا عليها الزمن، وهذه معارك وهمية تنبشون بها القبور، وتنشرون بها الموتى، وقد ذهبت بغير رجعة، وتباكى بعضهم، حتى تباكى المعتزليُّ أحمد أمين في كتابه :"ضحي الإسلام" وقال :" في رأيي أن أعظم مصائب المسلمين موت المعتزلة"أهـ يتباكى على موت المعتزلة، فنقول له: لا تبكِ فإنهم لم يموتوا والمعارك معهم باقية، والصراع بين الحق والباطل مستمر.

وما هذه إلا حلقة من سلسلة من هذا الصراع الممتد عبر القرون.

 المعتزلة إنما برزت لتبنيها ما يسمى بالعقل فظهرت، وراجت على الناس شبهتهم الكبرى التي تروج على بعض طلاب العلم حتى الآن.

ما هى هذه الشبة ؟ يقال مثلاً إن الاستدلال بالكتاب والسنة لا يصلح مع الكفار، إذ كيف تناظر رجلاً يجحد القرآن والسنة؟ إذن أدلة القرآن والسنة لا تصلح في مقارعة الغرب، ولا في دعوة الفلاسفة، ولا في دعوة الدهرية، ولا في دعوة هؤلاء المناطقة، إذن فلا بد من اتقان وإحكام طرق الغرب للرد عليهم بنفس سلاحهم!، هذه هي الشبهة التي قدر الله لها أن تشتهر، لكن ليس لهم من الحقيقة نصيب.

وكأن هؤلاء في غفلة وعماية تامة، إذ يعتقدون أن القرآن نزل على مسلمين موقنين، أو كأنه نزل على موحدين من أول يوم نزل فيه، إن كان لا يصلح لمقارعة هؤلاء، فإذن على من نزل ؟!، لقد نزل القرآن للناس كافة، إلى الأحمر والأصفر والأبيض والأسود، إلى الإنس والجن، وإلى ما شاء الله – عز وجل- إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالقرآن هو الهداية الحقيقية، لكنهم قالوا : لا، نَحِّ القرآن جانبًا، نَحِّ السنة جانبًا، واستدل عليهم بالجوهر والعرض!، وما إلى ذلك من هذه القضايا الكلية والجزئية، والفلسفات الإغريقية، التي أدخلها هؤلاء الزنادقة الملاحدة.

ثم إننا نقول أن الإسلام لم يجحد العقل، بل إن الناس كانوا في العقل على طرفي نقيض، بينهما وسط فقوم جحدوا العقل وعطلوه، وقوم قَدَّسُوه وألَّهُوه، وقوم شاء الله - عز وجل- أن يختارهم -تبارك وتعالى- للسعادة في الدنيا والآخرة، وضعوا العقل حيث وضعه الله -عز وجل-، استفادوا بالعقل فكانوا أسعد الناس بعقولهم، بل هم العقلاء حقاً، بل لا عاقل غيرهم، في حقيقة الأمر لا عاقل إلا هؤلاء الذين جعلوا العقل وسيلة لفهم النقل، وجعلوا العقل خادماً لفهم الوحي الكريم، ولتنفيذ ما أمر به.

إذ ليس للعقل مجال في النظر        إلا بقدر ما من النص ظهر

فإذا ظهر النص جاء دور العقل ليعمل، فإذا جاوز العقل حدوده فليس بعقل، إذ العقل عقال لصاحبه، وإلا فهو هوى جامح لا يقف على شيء.

لقد أمرنا الله -عز وجل- بالتدبر والتأمل والتفكر بالنظر والاعتبار قال –تعالى-:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [(3) سورة الزخرف] ، {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[(17) سورة الحديد]، {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [(24) سورة محمد]،{يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}[(219) سورة البقرة]، إلى غير ذلك، فكيف يُتَّهَم أهل السنة بأنهم ألغوا عقولهم؟! فكيف يُتَّهَمُون بذلك؟!، لكنهم لما وضعوه حيث وضعه الله -عز وجل- عندئذ اتهموهم بهذه التهمة، لكنها لا تروج على منصف، ولا على عاقل أبدًا، قال تعالى : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا} [(52) سورة الشورى]، فالوحي روح ثم قال: نوراً فسماه في الأول روحاً، وسماه في الآخر نوراً، فهو روح لأنه حياة القلوب وحياة الأرواح، وهو نور لأنه نور يهدى به الله الأبصار والبصائر، فهو النور من العمى والحياة من الموت وهذا هو الوحي، بغير الوحي قال تعالى :{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ}هذا هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بغير وحي، قبل الرسالة {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ}فرسول الله - صلى الله عليه وسلم- هو أعقل العالمين، ومع ذلك إنما جاءه النور، وجاءته الهداية، وجاءه النور المبين، والروح إنما جاءه بعد نزول الوحي {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ}،- صلى الله عليه وسلم- قبل الرسالة فماذا يصنع العقل بأهله، إذ لو كان العقل طريق الهداية لما احتاج إليه أكمل الخلق عقلاً – صلى الله عليه وسلم- ومع ذلك يقول الله له:{قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي}[50سورة سبأ].

(وإن اهتديت) ما قال: فبعقلي (وإن اهتديتُ فبما يوحي إلي ربي)، فالهداية تكون بالوحي من الله -عز وجل- قرآنًا وسنة، أما العقل فلا يصلح، قال -تعالى-: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}[(15)سورة الإسراء]، ولم يقل حتى نخلق عقولاً، إذن فالعقل خادم للنص وتابع له.

ورحم الله القائل:

لا  يستقل  العقل دون هداية
كالطرف دون النور ليس بمدرك
نور النبوة مثل نور الشمس للـ
فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها

بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
حتى يراه بكرة وأصيلا
عين البصيرة فاتخذه دليلا
فالعقل لا يهديك قط سبيلا([7])

وكما قال القائل:

علم العليم وعقل العاقل اختلفا
العلم  قال: أنا أحرزت غايته

من فيهما يا ترى قد أحرز الشرفا؟
والعقل قال"بي الرحمن قد عرف

وهذه منزلة العقل، هذا هو العقل يعني من أول القصيدة كما يقال، العقل قال: بي الرحمن قد عرف وهذا خطأ فالرحمن لم يعرف بالعقل لكن هذه من تجاوزات العقل إذا تجرد من نور النقل والوحي المبين .

...............................
فأطرق العلم إطراقًا وقال له
فبان للعقل أن العلم سيده  

والعقل قال بي الرحمن قد عُرفا
بأيِّنا الرحمن في قرآنه اتصفا؟!
فقبَّل العقل رأس العلم وانصرفا

عندئذ يكون العقل عقلاً حقًا إذا عرف منزله، أما إذا جمح به الهوى فليس من العقل في شيء.

ما الحكم لو تعارض العقل مع النقل ؟([8])

وحديثنا حول المعتزلة، وحول هذا العقل الذي قدسوه وألهوه، فما الحكم لو تعارض العقل مع النقل؟

   وفي الحقيقة أن هذا السؤال خطأ من أساسه ، إذ لا تعارض أصلاً بين عقلٍ صريحٍ ونقلٍ صحيحٍ ، إلا إذا افترض أن الله -عز وجل- يقول كلامًا متناقضًا - وحاشا أن يعتقد ذلك مسلم – إذ العقل خلقه، والقرآن كلامه ووحيه، فهل يتعارضان ؟! لا يتعارضان إلا إذ كان أحدهما من عند غير الله كما قال تعالى : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [(82) سورة النساء] . أما والخلق والأمر من عند الله { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ } [(54) سورة الأعراف] .

فكيف يتعارضان؟! وكيف يتناقضان؟! وكيف يتباينان ؟!

يوضحه: أن الذي أنزل القرآن أمرنا أن نتدبره ونتفكر فيه، ولولا أن النتيجة الحتمية من هذا التدبر والتأمل هي الوصول للحق ليتوافق صريح العقل مع الوحي لما أمرنا بذلك!

إذن فالعقل والنقل صنوان([9])، فالعقل لا يتعارض مع النقل الصحيح أبداً، لكن هذا التعارض قد يبدو لبعض العقول القاصرة، بين الأدلة النقلية قد يبدو بينها تعارض بين آية وآية، فتارة يقول الله عز وجل{وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}[(78) سورة القصص]، وتارة يقول {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [(24) سورة الصافات] .

هل يُسأل أم لا يُسأل([10]) ؟، إذن فلا بد من نظرٍ عاقل أريب ليكشف لنا السر في المسألة،  إذن هي أدلة متعاضدة متناصرة متعاونة كلها على مراد الله -عز وجل-.

 فالعقل والنقل لا يتعارضان إلى من حيث نظر الباحث، فيحتاج للراسخين في العلم ليكشفوا هذه الشبهة، وممن ألَّفَ في ذلك قديماً الإمام ابن قتيبة-رحمه الله– " تأويل مشكل القرآن "،" تأويل مختلف الحديث " والإمام الشنقيطي–رحمه الله – " دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب " .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –عليه الرحمة والرضوان–" فلا يعلم حديث واحد على وجه الأرض يخالف العقل والسمع إلا وهو عند أهل العلم ضعيف أو موضوع "([11]) ،هو ضعيف أصلاً، حكم عليه علماء الحديث بالضعف أو الوضع، فإذا ظهر هذا التعارض فمستحيل أن يكون النقل صحيحاً أو تكون القاعدة العقلية صريحة.

 وقال ابن القيم-رحمه الله-"فإذا تعارض النقل وهذه العقول- يعني على التسلم بهذا لتعارض- إذن نأخذ بالنقل الصحيح نرمي بهذه العقول تحت الأقدام، وحطت حيث حطها الله وأصحابها"، ولو فترضنا جدلاً أن يوجد نقل صحيح وإن عجز عقلي عن فهمه أو عن التوقيف عن القاعدة الفعلية وبين الدليل النقلي عندئذ الأمر أيسر مما يتخيل إنسان .

"يؤخذ بالنقل الصحيح نرمي بهذه العقول تحت الأقدام وحطت حيث حطها الله -عز وجل- وأصحابها في مرتبة دون النقل" .

وقال –أيضًا – الشيخ عبدالرحمن الوكيل – رحمه الله –:" الداعون إلى تمجيد العقل إنما هم في الحقيقة يدعون إلى تمجيد صنم سموه عقلاً ، وما كان العقل كافيًا في الهداية والإرشاد وإلا لما أرسل الله الرسل". والقاعدة العظيمة عند هؤلاء المعتزلة هي: تقديس العقل، وتحكيم العقل في النقل، وهذه هي القاعدة التي انبسقت من أصولهم الخمس المشهورة وعنهم وهي:

·   المنزلة بين المنزلتين: وهو أن مرتكب الكبيرة الذي مات بغير توبة ليس هو بالمؤمن، وليس هو بالكافر، إنما هو الفاسق الملي في الدنيا وهو في الآخرة مخلد في النار .

·       نفي الصفات عن الله-عز وجل- ، وسموه توحيدًا .

·       نفي القدر: أن الله -سبحانه- لم يخلق أفعال العباد، وإنما العبد هو خالق أفعاله، وسموا ذلك عدلاً.

·       إنفاذ الوعد والوعيد.

·       الخروج على الأئمة بالسيف، وسموه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

كيف كانت بداية المعتزلة؟ بداية المعتزلة مع واصل بن عطاء([12])، والقصة مشهورة، لما دخل رجل يسأل الحسن البصري قال: يا إمام ما قولك في رجل ارتكب الكبيرة ومات ولم يتب، فأجاب الحسن البصري بكلام أهل السنة([13])، فاعترض هذا الرجل الذي كانت دراسته الفلسفة، وكان تاريخه قبل ذلك مؤهلاً له لأن يكون رأساً في هذه البدعة، وهذا الضلالة، اعترض على هذا الجواب قال: أما أنا فأقول ليس هو بمؤمن وليس هو بكافر، ولكنه في منزلة بيبن المنزلتين، ثم قيل: إنه اعتزل إلي سارية من سواري المسجد وجعل يقرر مبدأه ومذهبه على جمع من أصحابه، ولعل الأصوب والأفضل والظن بالحسن البصري – رحمه الله – الرواية الأخرى أن الحسن هو الذي طرده([14])، كما طرد مالك الرجل الذي سأل عن كيفية الصفة وقال: وما أراك إلا رجل بدعة، ثم أمر به فطرد، وكذلك فعل الحسن –رحمه الله– فطرد واصلاً بعيداً عن هذه الحلقة، لا تظنوا أن هذا كان موقفًا عابرًا أو خلافًا طارئًا، اختلفوا في مسألة ثم كانت هذه بداية المعتزلة كلا وألف كلا، فالرجل متشبع بفكر منحرف منذ زمن بعيد!

لقد تتلمذ واصل على عبد الله بن محمد بن الحنفية([15])، وهو منسوب إلى السبئية([16])، ثم انتقل إلى البصرة، وأخذ عن معبد الجهني([17]) وهو أول من تكلم في القدر، فتن به عمرو بن عبيد([18]) فتنة شديدة، وزوجه أخته([19])، وكان إذا قال واصل كلاما قال: اسمعوا هذا الكلام، ما كلام الحسن وابن سيرين بالنسبة لكلام واصل إلا كخرقة حيض ملقاة في الطريق!!.

انظر إلى الفجور والجراءة على أئمة المسلمين، ثم زوجه أخته، وقال لها : ما زوجتك إلا رجلاً لا يصلح إلا أن يكون خليفة المسلمين.

واصل بن عطاء أيضًا كان مغرورا بنفسه كان متكبرًا معجبًا إلى أبعد الحدود: قال يومًا موعظةً وجعل يطيل فيها وأطال ثم قال: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على ذلك!.

وهذا يدل على أن الرجل قد تشبع فعلا بالتيه والكبر إلى أبعد الحدود.

والآن نريد أن نعقد مقارنة بين المعتزلة القدامى والمعتزلة الجدد، ردًا على هؤلاء الذين يقولون: إنكم تصطنعون معارك وهمية بين أمور عفا عليها الزمن وهي القول بخلق القرآن، هؤلاء قد ماتوا وانقرضوا فلا داعي إذا للكلام في هذه الأمور، وأنتم تصرفون الأمة عن قضاياها الكبرى، وتفرقون الصف وتفعلون وتفعلون.

لكي نبين للناس أن المعتزلة مازالوا على قيد الحياة- المعتزلة بأنفسهم فضلا عن المفكرين الذين حملوا فكر المعتزلة، وهم مندسون بين أهل السنة-، أما المعتزلة كمعتزلة فمنهم فرقة باقية إلى الآن كما سيأتي في آخر البحث -إن شاء الله- .

أما المعتزلة الجدد الذين هم اندسوا في صفوف أهل السنة، – لكن الذين يغربلون الناس غربلة الذين يعيشون لهذه الفتن هؤلاء الجهابذة الذين أماطوا اللثام عنهم، وفضحوا أمرهم ولتستبين سبيل المجرمين([20]).

القاعدة الكبرى عند المعتزلة تقدس العقل:

يقول الزمخشري([21])-وهو معتزلي جَلْد-:" امشِ تحت راية السلطان – يعني العقل – ولا تقنع بالرواية عن فلان وفلان، فما الأسد في عرينه بأعزَّ من الرجل المحتج على قرينه" أي لكي تكون قوي الحجة إذن لابد من الأدلة العقلية المنطقية لكي تفلج على خصمك، هذا قول المعتزلة القدامى .

أم المعتزلة الجدد، فيقول محمد عبده([22])([23]) وهو من قادة هذا الفكر في العصر الحديث، يقول:" لقد رفع القرآن من شأن العقل، ووضعه في مكانه بحيث ينتهي إليه أمر السعادة " وكأن القرآن ترك المجال للعقل رفع القرآن من شأن ووضعه في مكانه بحيث ينتهي إليه أمر السعادة والتميز بين الحق والباطل ويقول :" اتفق أهل الملة الإسلامية -إلا قليلا ممن لا ينظر إليهم- على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل" يقول اتفق أهل الملة الإسلامية يعني الآن أنه أخرج أهل السنة من خارج الأمة – وليت شعري كيف يحدث هذا وقوله :"إلا قليلا ممن لا ينظر إليهم"! هذه مخاطرة وهذه مغامرة وهذه جرأة"على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل".

يقول حسن حنفي -وهو منهم أيضًا-:" إن العقل هو أساس النقل، ظهر ذلك عند المعتزلة والفلاسفة" ثم قال :" لقد احتمينا بالنصوص فجاء اللصوص" يعني أن النصوص إنما هي صنعة المفاليس.

ويقول محمد عمارة([24]) - وهو منظرهم في العصر الحديث- :" إن كون الشريعة الإسلامية هي خاتمة الشرائع السماوية إنما يعني بلوغ البشرية سن الرشد" طالما أن الشريعة الإسلامية هي خاتمة الشرائع ماذا يعني هذا الكلام أن البشرية بلغت سن الرشد، "بما يعنيه سن الرشد من رفع وصاية السماء عن البشرية فلم تعد صورة البشر هي صورة الخراف الضالة التي لا غنى لها عن النبي يتلوه النبي لكي يصحح لها المسار" بلغت البشرية واستغنت عن وصاية السماء" ، طبعاً يقصد أن البشرية في البداية كانت تحتاج للنبي يتلوه نبي ليصحح لها المسار ولكن الآن فالحمد لله على سن الرشد الذي وصلنا إليه بسلام([25]).

يقول فهمي هويدى([26]) -وهو منهم([27])-:" أن الوثنية ليست عبادة الأصنام فقط "، طبعاً هذا الكلام إذا وقفت عنده إلى هنا ظننت أن المتكلم هو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب! يقول: "أن الوثنية ليست عبادة الأصنام فقط، لكن وثنية هذا الزمان تتمثل في القوالب والرموز وفي عبادة النصوص"، فالسلفيون عنده وثنيون لأنهم يقدسون النصوص بل ويعبدون النصوص!! هل سمعت؟!.

هذه المدرسة الجديدة التي أطلقت على نفسها المدرسة العقلية، أو العقلانيين، أوالعصرانيين، أوالمفكرين الإسلاميين، أو أصحاب الفكر المستنير، أو أصحاب الوسطية، أو أصحاب الفكر الحر، أو أصحاب اليسار الإسلامي([28])، ما هم إلا المعتزلة، لكن مندسون وسط الصفوف، هذا بالنسبة للعقل عند هؤلاء، وبالنسبة إلي هؤلاء كلام الزمخشري لعله أخف من كلام هؤلاء المحدَثين.

تفسير القرآن الكريم :

طبعًا لأنهم أصَّلُوا أصولاً عقلية ثم حاكموا النصوص إليها -وهذا شأن كل مبتدع هو أن يؤصل أصلاً عقليًا أولاً ثم يحكمه في النصوص، فما وافق الأصول التي أصلها رضي به على إغماض، وإن لم يوافق نبذه نبذ النواة –غير مأسوف عليه-.

ماذا فعلوا في القرآن؟ كان من الطبعي أنه ما من آية تأتي وتتعارض مع مسلمة عقلية قد توصلوا إليها –بزعمهم- إلا أولوها.

فمثلاً يقول المعتزلة القدامى عند قوله تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)"سورة القيامة، (طبعاً عقيدة أهل السنة والجماعة هي أن رؤية الله عز وجل يوم القيامة في الجنة رؤية بصرية  "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)" وطبعًا هم نفوا الصفات – نفي الصفات هو من الأصول الأولية عنهم، وإنما اقتبسوه من اليهود، ومن الفلاسفة، واقتبسوه من ملل أخرى فنفوا الصفات- وقالوا: أن الله عز وجل لا يوصف بالرؤية؛ لأن الذي يُرَى هو الجسم، ولابد لكي يُري من الجهة والجسمية، والجهة والجسمية منفية عن الله ، إذن فالرؤية منفية عن الله) ولكن الآية تقول : "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)" إذن تؤول الآية، فإلى أي شيء تؤول؟! قالوا بمعنى منتظرة ثواب ربها، خالفوا العقل والنقل، وخالفوا اللغة والشرع، لأن كلمة (نظر) في اللغة العربية لها ثلاثة استعمالات:

·       إما أن يأتي (نظر) يتعدى بنفسه، (نظره).

·       أو يتعدى بحرف الجر (إلي)، (نظر إليه).

·       أو بحرف الجر (اللام)، (نظرله).

 نظرتُك أو نظرتُ إليك أو نظرت لك. هذه استعمالات (نظر) في اللغة العربية.

فنظر إذا جاءت بغير قيد وتعدَّت بنفسها معناها (الانتظار)، أقول نظرتك، انتظرتك، إنا منتظرون"انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ"(13) سورة الحديد،"فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ"(280) سورة البقرة، فنظر هنا جاءت متعدية بنفسها إذن فهي بمعنى الانتظار.

وكذلك نظر إذا تعديت باللام تقول نظر لك يعني انتظرتك.

قال صاحب لسان العرب –رحمه الله-:"وأما نظر إذا تعديت بـ (إلى) فهي للعين حتمًا ليس لها إلا هذا المعني نظرت إليك أي بعيني"([29]) . وهنا يقول تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)" فالمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة

طبعًا أرادوا أن يخرجون هذه مرة أخرى قالوا: (إلى) ليست حرف جر، فإلى بمعني النعمة لقوله تعالى:"فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"(13) سورة الرحمن، فمفرد آلاء (إلى)، وساروا في طريق لا حدود له ولا نهاية في تحريف الكلام عن مواضعه.

أما عن قوله تعالى:"الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى"(5) سورة طه، قالوا:أي استولى وملك وقهر ولن نتوسع في هذه الآية([30]) .

قول الله تعالي :"وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا"(164) سورة النساء، طبعاً قالوا: الكلام لا يكون إلا بجسم والله منزه عن الجسم إذن منزه عن الكلام، فالسؤال: ما تقولون في قوله تعالي:{وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} قالوا هذا جهل في قراءتك وقالوا:تصويبها "وَكَلَّمَ اللّهَ مُوسَى تَكْلِيمًا"([31]) موسى هو الذي كلَّم ربه!! فقال له: يا ابن اللخناء فماذا تفعل في قوله تعالي: "وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ"(143) سورة الأعراف([32])، فاخرج منها إن استطعت!

قالوا: دعك من هذا قالوا (تَكَلَّم) من الكَلْمِ وهو الجرح، يعني جرحه تجريحًا بأظافر الفتن ومخالب المحن، وهذا قول الزمخشري([33])، يعني أن الله ما كلم موسى كلامًا، وإنما كلمه بمعنى ابتلاه، ونفوا صفة الكلام.

وعندما عجزوا عن هذه أيضًا قالوا بعد ذلك: كلم الله موسي أي خلق كلاما، فالمتكلم هو خالق الكلام. فأجابهم أهل السنة قائلين: الكلام إما أن تقولوا هو قائم بالذات، أو قائم بذات أخرى غير الله –عزَّ وجلَّ– أو قائم بنفسه. أما أن يقوم الكلام يقوم بنفسه فهذا باطل؛ لأن الكلام عَرَضٌ([34]) والعَرَضُ لا يقوم بنفسه، وإن قلتم هو قائم بذات أخرى فقد نقيتم الكلام أيضًا، لأن الكلام منسوب إلى المتكلم، وإن قلتم هو قائم بالذات فقد حُجِجتُم.

أيضًا في قوله تعالى :{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[14 سورة المؤمنون]، قالوا: إذن العبد خالق لأفعاله وليس الله-عزَّ وجلَّ– خالق لأفعال العباد؛ لأنهم قرروا قاعدة اسمها العدل، ولو كان الله خالقًا لأفعال العباد ثم يحاسبهم بعد ذلك لكان ظالماً لهم، والله منزه عن الظلم إذن: الله لم يخلق أفعال العباد إذًا: العباد هم خالقوا أفعالهم استدلالاً بقوله تعالى:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} فأثبت خالقين.

نقول لهذا الجاهل فكيف تصنع بقوله تعالى:{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ} فما ثَمَّ إلا خالق ومخلوق.

والخلق نوعان خلق تحويل، وخلق إيجاد، فالذي أثبته الله-عزَّ وجلَّ– خلق التحويل والتطوير، كقول عيسى-عليه السلام-"وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ" فهذا خلق تحويل وتطوير، أما خلق الإيجاد فهذا منفرد به الله -عزَّ وجلَّ –.

واستدلوا بقوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" على نفي الصفات، قالوا يعني لا يتكلم ولا يبصر ولا يسمع ولا يتصف بصفة، إلا بالسلوب المحضة – ولا حول ولا قوة إلا بالله –.

واتبعهم المعاصرون فقال محمد عبده في تفسير قوله تعالى: "وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ" والرجل عقلاني وعقولهم رفضت المعجزات بل رفضت الغيب، فكيف يعتقد أن الطير الأبابيل ترمي بحبة كالحمصة فتخرق الفيل من رأسه إلى أخمصه، فجعلهم كعصف مأكول؟ قال: لا المقصود الحصبة والجدري والطاعون التي حملتها الطير الأبابيل.

وقال في تفسير قوله تعالى"وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ" والرجل يدعى أنه صاحب عقل فقال:" إنها هذه الأبنية التي خلفها المصريون هي الأوتاد والأهرام انظر إلى الهرم فإنه كالوتد الضخم المغروز" ثم بدأ يفصل كالوتد تماماً في القاعدة عريض ثم يصعد كأنه وتد مغروز في الأرض بل إن أشكال هياكلهم كأشكال الأوتاد المقلوبة كما في المسلات وغيرها، فما الداعي لقلب الأهرام وقلب الأوتاد وقلب عقول الناس.

قال الترابي([35]):" يبدو أننا محتاجون إلى تفسير جديد، كل تفسير يعبر عن عقلية عصره إلا هذا العصر لا نكاد نجد تفسيرًا عصريًا شافيًا" الترابي رأس هذه المدرسة أو ربما تجاوز هذه المدرسة بمراحل.

هذا فيما يتعلق بتفسير القرآن للمعتزلة القدامى والمعتزلة الجدد.
محاضرة لفضيلة الشيخ
أَبي طَارِق مَحْمُود مَحْفُوظ
[ الجمعة 24/محرم/1429 ، الموافق 31/1/2008م ]

اعتنى بها وعلق عليها
أبو أنس سيد بن علي هاشم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لفضيلة الشيخ / أبي طارق محمود بن محفوظ.
http://mahfoouz.com/play-855.html)


إلي الحلقة الثانية(2)

(
http://aboumoaz8.blogspot.com.eg/2015/12/2_31.html )
__________________________________
الترجمة

([1]) سير أعلام النبلاء (11 /196)، وقال المزني :" أحمد بن حنبل يوم المحنة، وأبو بكر يوم الردة، وعمر يوم السقيفة، وعثمان يوم الدار، وعلي يوم صفين"المصدر السابق  (11 / 201).

([2]) لمعرفة الكثير عن هذه الفرقة الضالة راجع الفرق بين الفرق صـ 131، الفصل في الملل والنحل (2/27)، مقالات الإسلاميين صـ 40

([3]) قال البغدادي في الفرق بين الفرق ( فصل في بيان مقالات فرق الضلال من القدرية المعتزلة عن الحق )

([4]) أحمد بن فرج بن حريز الإيادي البصري ثم البغدادي، الجهمي، عدو أحمد بن حنبل، ومن أكبر الدعاة إلى القول بخلق القرآن

([5]) بشر بن غياث بن أبي كريمة العدوي مولاهم البغدادي المريسي قال الذهبي:" ونظر في الكلام، فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتقوى، وجرد القول بخلق القرآن، ودعا إليه، حتى كان عين الجهمية في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفره عدة، .... وقال أبو بكر الاثرم: سئل أحمد عن الصلاة خلف بشر المريسي، فقال: لا تصل خلفه، وقال قتيبة: بشر المريسي كافر، قلت: وقع كلامه إلى عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ، فصنف مجلدًا في الرد عليه.... هو بشر الشر، وبشر الحافي بشر الخير"اهـ من سير أعلام النبلاء (10/202).

([6]) أبو معن النميري البصري المتكلم قال الذهبي:" من رؤوس المعتزلة القائلين بخلق القرآن جل مُنزِله،... اتصل بالرشيد، ثم بالمأمون،..... قال ابن حزم: ذكر عنه أنه كان يقول: العالم هو بطباعه فعل الله، وقال: المقلدون من أهل الكتاب وعبدة الأوثان لا يدخلون النار، بل يصيرون ترابا، وإن من مات مسلمًا وهو مصر على كبيرة خلد في النار، وإن أطفال المؤمنين يصيرون ترابًا، ولا يدخلون جنة .

قلت: قبح الله هذه النِّحْلَةَ"اهـ سير أعلام النبلاء (10/ 204)

([7]) قائل هذه الأبيات الإمام ابن القيم – رحمه الله – راجع مختصر الصواعق صـ 152

([8]) للإجابة عن هذا السؤال بتوسع راجع "مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة " لابن القيم ، ولشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه الفذ " درء تعارض العقل مع النقل ".

([9]) أي أخوان فالصنو الأخ الشقيق.

([10]) روى البخاري عن سعيد بن جبير قال:" قال رجل لابن عباس : إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ؟ قال :{فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} (101) سورة المؤمنون ، {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [(27) سورة الصافات] ..... فقال ابن عباس له : فقال { فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} في النفخة الأولى ثم ينفخ في الصور { فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله }[الزمر 68] فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتسائلون ثم في النفخة الآخرة{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ}.

([11]) درء تعارض العقل مع النقل (1/85).

([12]) قال في ميزان الاعتدال - (4/329):"واصل بن عطاء البصري، الغزال المتكلم، البليغ المتشدق، سمع من الحسن البصري، وغيره، وقال أبو الفتح الازدي: رجل سوء كافر، قلت: كان من أجلاد المعتزلة"اهـ، ولمعرفة البدع التي فارق بها واصل السلف راجع (الفرق بين الفرق صـ 133- 137).

([13]) وكلامهم الذي انعقد عليه إجماعهم ما ذكره شيخ الإسلام –رحمه الله- في العقيدة الواسطية حيث قال:"وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج؛ بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في آية القصاص: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف} وقال: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}، ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان في مثل قوله تعالى {فتحرير رقبة مؤمنة}. وقد لا يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله تعالى {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} وقوله -صلى الله عليه وسلم-:{لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن}. ويقولون: هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته؛ فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم"اهـ. مجموع الفتاوى - (3 / 152)

([14]) وهذا هو الصواب الذي نص عليه عبد القاهر البغدادي في (الفرق بين الفرق صـ 41).

([15]) قال البخاري في تاريخه الكبير (5 / 187):"قال علي: حدثنا ابن عيينة، حدثنا الزهري قال: كان الحسن أوثقهما، وكان عبد الله يتبع السبئية"اهـ.والحسن هو ابن محمد بن الحنفية وكان أجل من أخيه.

([16]) السبئية: أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي –رضي الله عنه- وزعم أنه نبي ، ثم علا فيه حتى زعم أنه إله. راجع (الفرق بين الفرق صـ 247)، (ومقالات الإسلاميين 1/85).

([17]) معبد بن عبد الله بن عويمر وقيل: ابن عبد الله ابن عكيم الجهني، نزيل البصرة، وأول من تكلم بالقدر في زمن الصحابة.راجع السير للذهبي(4/187)

([18]) عمرو بن عبيد القدري، كبير المعتزلة وأولهم، أبو عثمان البصري. سير أعلام النبلاء (6/104)

([19]) قال ابن علية: أول من تكلم في الاعتزال واصل الغزال، فدخل معه عمرو ابن عبيد، فأعجب به وزوجه أخته. سير أعلام النبلاء(6/105)

([20]) وكما وضح الشيخ في كلامه يسمون أنفسهم بأسماء منمقه وجميلة كـ ( المجددون، العصرانيون، أصحاب الفكر المستنير ) إلى غير ذلك من الأسماء التي لا تغير من واقعهم ومذهبهم.

([21]) الزَّمَخْشَرِيُّ ، كبير المعتزلة، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد ، الزمخشري الخوارزمي النحوي صاحب "الكشاف" و "المفصل". كثيرًا ما ينتقد ويلمز علماء أهل السنة ويسميهم بالحشوية ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى :(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات...) قال: "وهم اليهود والنصارى, وقيل: مبتدعو هذه الأمة وهم المشبهة والمجبرة و الحشوية وأشباههم" قال الذهبي: "وكان داعية إلى الاعتزال ".( سير أعلام النبلاء 20/156) .

([22]) محمد عبده بن حسن خيرالله، ولد سنة 1849م في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة من أبويين مصريين، في سنة 1866م التحق بالجامع الأزهر، وفي سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية، وفي سنة 1879م عمل مدرسًا للتاريخ في مدرسة دار العلوم وفي سنة 1882م اشترك في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي سنة 1885 م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الإسم -العروة الوثقى- وكان لهذه الجمعية صلة بالمحافل الماسونية العالمية، تحت زعم التقريب بين الأديان.

([23]) قال أحمد صبحي منصور -زعيم حركة القرآنيين- لـ (العربية نت) -في لقاء صحفي بعد عقده مؤتمرًا بأمريكا لإلغاء السنة سماه (الكفار المسلمون) زاعمًا أن في هذا الاسم استهزاءً بكل من كفره بسبب رده للأحاديث- : "إن الوجود التاريخي لحركة القرآنيين بدأت بالإمام الشيخ محمد عبده المتوفي عام 1905م" أهـ بتاريخ الثلاثاء 3 / 3 / 1429 هـ ـ 11 / 3 / 2008.

([24]) محمد عمارة، ولد عام 1931م. حصل على الشهادة الابتدائية من معهد دسوق الديني عام 1949م، ثم الشهادة الثانوية من معهد طنطا (المعهد الأحمدي)، ثم التحق بدار العلوم وتأخر حصوله على شهادتها حتى عام 1965م بسبب سجنه بتهمة الانتماء إلى التنظيمات اليسارية الماركسية، وحصل على الماجستير عام 1970م وكانت رسالته حول"مشكلة الحرية الإنسانية عند المعتزلة"، ثم حصل على الدكتوراه عام 1975م وكانت رسالته حول "نظرية الإمامة وفلسفة الحكم عند المعتزلة"، وعمل باحثاً في وزارة الأوقاف، ومستشاراً في الهيئة المصرية العامة للكتاب ثم تفرغ للعمل الفكري والتأليف، ويظهر لك من هذا شغف الرجل بالمعتزلة، ومدى تأثره بهم ، لا سيما وقد كانت كلاً من رسالتي الماجستير والدكتوراة التي تقدم بهما عنهم، فالله المستعان، وسأبين لك مدى شغف الرجل بالمعتزلة وأجداده منهم، فإنه بعد أن ادعى الانخلاع من الفكر الماركسي لجأ إلى إحياء تراث فرقة المعتزلة، محاولاً بذلك صرف شباب الأمة إلى هذه البدعة القبيحة من جديد، يقول ممجدًا أجداده المعتزلة: "كان التوحيد بمعناه النقي المبرأ من الشبهات هو الذي دعا المعتزلة لنفي القدم عن القرآن..." (نظرة جديدة إلى التراث صـ91) وأما رسالة الماجستير "المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية" فقد نصر فيها قول المعتزلة في القدر. ويقول عن شيخهم عمرو بن عبيد: "علامة بارزة على طريق تطور العقل العربي المسلم، وعلم من الأعلام الذين صنعوا النشأة الأولى للتيار العقلاني في تراثنا"(مسلمون ثوارصـ 161(.وسوف أبين بعض انحرافاته قريبًا.

([25]) وقال أخوه في الطريقة حسن حنفي مبينا نفس المعنى: "وهل تجب النبوة لحاجات عملية أي للتنفيذ والتحقيق وأداء الرسالة مادام الإنسان غير قادر على سن القوانين وتأسيس الشرائع وإقامة الدول أو تجنيد الجماهير وتوجيه الأمم وفتح البلدان، ألا يمكن للعقل قيادة المجتمعات مثل قيادة الإمام لها، هناك أيضا العقل الاجتماعي والعقل السياسي والعقل التاريخي لوضع القوانين وسن الشرائع.. إن العقل ليس بحاجة إلى عون، وليس هناك ما يند عن العقل، هل استطاعت النبوة أن تخفف من نقائص الإنسان وهي أول من يعترف بها؟" اهـ .من كتاب (العقيدة إلى الثورة) .

([26]) هو: محمود فهمي عبد الرازق هويدي، عقلاني يعلن انتسابه للمدرسة العصرانية، ولد في 30 أغسطس عام 1937م، بمدينة الصف محافظة الجيزة، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة،عمل محررًا بقسم الأبحاث بجريدة الأهرام عام 1958م،ثم سكرتير تحرير سنة 1965م،ثم مدير تحرير مجلة العربي الكويتية (1976-1982م)،ثم نائب رئيس تحرير مجلة أرابيا (1982-1984م)، ثم مساعد رئيس تحرير جريدة الأهرام 1984م.

([27]) بل ويصرح بالانتماء لهم! يقول هويدي:" "نحن –بالمناسبة- على مذهب شيخنا عبد الرحمن الكواكبي في قوله: إن أصل الداء، وأُس كل بلاء في الشرق هو الاستبداد السياسي، ودواؤه دفعه بالشورى الدستورية"اهـ جريدة الأهرام، تاريخ: 9/10/1990م، ويقول:" "لكن ما ينبغي أن يلفت انتباهنا حقاً هو أن هذا النهج في تناول الموضوع ليس الوحيد المطروح في الساحة، وإنما هناك آخرون كتبوا في الموضوع ذاته، وكانوا أفضل تعبيرًا عن تعاليم الإسلام الداعية إلى البر والتآلف، من الإمام محمد عبده في بداية القرن، إلى الشيخين محمد الغزالي ويوسف القرضاوي"اهـ جريدة الأهرام، تاريخ : 17/3/1987م. ويقول عن كتاب الغزالي "السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث": "إن الكتاب صدرت منه ثمان طبعات في مصر، كما صدر في طبعات خاصة ظهرت في الأردن والجزائر، وتُرجم إلى الإنجليزية، وطُبع ثلاث مرات في إنجلترا، وفي الوقت ذاته فقد صدرت له ترجمات بالإنجليزية في الهند وباكستان، وفي زيارتي الأخيرة لماليزيا وجدته مترجماً إلى اللغة الملاوية، هذا الرواج يعني مباشرة أن هناك حالة من التعطش الشديد لاستجلاء الوجه الحقيقي للإسلام، الذي حاول الكتاب أن يقوم به"اهـ جريدة الأهرام 18/6/1991م.

([28]) هم المعتزلة. ولكن كما قيل "يسمونها بغير اسمها"

([29]) جاء في لسان العرب:" وقوله -تعالى- (وُجُوهٌ يومئذ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) الأُولى بالضاد والأُخرى بالظاءِ قال أَبو إِسحاق: يقول نَضِرَت بِنَعِيم الجنة والنَّظَرِ إِلى ربها وقال الله –تعالى- تَعْرِفُ في وُجُوههم نَضْرَةَ النَّعِيم، قال أبو منصور: ومن قال إِن معنى قوله (إِلى ربها ناظرة) يعني منتظرة فقد أَخطأَ؛ لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلى الشيء بمعنى انتظرته إِنما تقول نَظَرْتُ فلاناً أَي انتظرته ومنه قول الحطيئة:

نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ لِلْوِرْدِ...طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي

 وإِذا قلت نَظَرْتُ إِليه لم يكن إِلا بالعين"اهـ لسان العرب (5 / 215)

([30]) ومن أراد التوسع عليه بمجموع الفتاوى لشيخ الإسلام المجلد الخامس والسادس و كتاب الصواعق المرسلة لابن القيم– رحمة الله عليهما-.

([31]) هكذا بنصب لفظ الجلالة على المفعولية وهذا من التحريف في اللفظ قال تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (75) سورة البقرة.

([32]) قال ابن كثير في تفسيره ( النساء- 164): وقوله:{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } وهذا تشريف لموسى، عليه السلام، بهذه الصفة؛ ولهذا يقال له: الكليم. وقد قال الحافظ أبو بكر بن مَرْدويه: حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، حدثنا مَسيحُ بن حاتم، حدثنا عبد الجبار  بن عبد الله قال: جاء رجل إلى أبي بكر بن عيَّاش فقال: سمعت رجلاً يقرأ: "وكلم اللهَ موسى تكليما" فقال أبو بكر: ما قرأ هذا إلا كافر، قرأتُ على الأعمش، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى بن وثاب على أبي عبد الرحمن السَّلْمِيّ، وقرأ أبو عبد الرحمن، عَلَى عَلِيِّ بن أبي طالب، وقرأ علي بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا }. وإنما اشتد غضب أبي بكر بن عياش- رحمه الله- على مَن قرأ كذلك؛ لأنه حَرّف لفظ القرآن ومعناه، وكان هذا من المعتزلة الذين ينكرون أن يكون الله كلَّم موسى-عليه السلام- أو يكلم أحدًا من خلقه، كما رويناه عن بعض المعتزلة أنه قرأ على بعض المشايخ: "وكلم الله موسى تكليما" فقال له: يا ابن اللَّخْنَاء، فكيف تصنع بقوله تعالى:{ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}[الأعراف: 143]، يعني: أن هذا لا يحتمل التحريف ولا التأويل."أهـ كلامه رحمه الله . واللخناء: من "اللَّخَنُ واللَّخَنُ قُبْح ريح الفرج وامرأَة لَخْناء ويقال: اللَّخْناء التي لم تُخْتَنْ "من لسان العرب - (13/383)؟

([33]) وماذا يفعل هذا المحرف في تكماة الآية، قال الله -تعالى-:"وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي".

([34]) العَرَض: بفتح العين والراء هو مالا يستقل ولا يستقر كالكلام والسمع وغيرها من الصفات.

([35]) وهو رجل حداثي معتزلي إخواني صوفي من دعاة التقريب بين السنة والشيعة بل وبين الأيان، وأما ما ذكره الشيخ عنه فقد قاله في كتابه تجديد الفكر الإسلامي صـ25-26، وليس العجب أخي القارئ من حاجة الترابي إلى تفسير جديد، بل العجب من حاجته إلى عقيدة جديدة حيث يقول في كتابه تجديد الفكر الإسلامي صـ42:"ولئن كان فكرنا التوحيدي القديم وعلمنا الكلامي القديم قاصراً عن أن يعالج أمراض العقيدة السياسية التي ظهرت حديثاً فقد كان فقهنا العملي القديم كذلك قاصرًا عن هذه المعاني، وهذه علة تصيب كل الديانات ومرض من أمراض التدين" وقال في صـ41 من نفس الكتاب:" ولكن حال الزمان وأصبح اليوم يجابهنا شرك جديد هو الشرك السياسي.... إلى أن قال :" هذا الشرك الجديد ليس في الفكر الإسلامي العقدي القديم كثير علاج له"وقال أيضاً في نفس الصفحة :".. وقد كان هذا نوعًا جديدًا من الشرك، وكان لابد من أن يتوجه إليه فكر عقدي جديد" وفي صـ44 قال:"وكذلك ينبغي لفقه العقيدة اليوم أن يستغني عن علم الكلام ويتوجه إلى علم جديد غير معهود للسلف"انتهى ما قاله من هراء وخلط.فانظر إلى ما وصل إليه هذا الرجل من استهزاء وتنقص لدين الله –عز وجل-.

______________________-______


الجزء الثاني (2) من المقال ( http://cutt.us/BYY6F)



تحميل الملف كاملاً (
http://cutt.us/Zdpb )
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق