حكم شراء الدقيق من صاحب الفرن بدلاً من شرائه من البقال

بسم الله الرحمن الرحيم
حكم شراء الدقيق من صاحب الفرن بدلاً من شرائه من البقال

سؤال:
بعض الناس يقوم بشراء الدقيق من صاحب الفرن بدلاً من شرائه من البقال المختص بذلك وفي مقابل ذلك فإنه يشتريها بسعر أقل من سعرها لدى البقال وأحياناً يأخذها مجاناً بدون مقابل ويقوم صاحب الفرن بتسجيل تلك البطاقة التموينية لهذا المستهلك يومياً باعتباره استلم الخبز ، فما حكم عمل صاحب الفرن لهذا الأمر وما حكم الشراء منه ؟

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،
وبعد،

فهذا العمل من صاحب الفرن ومن المشتري لاشك في حرمته وكلاهما مشترك في الإثم
وذلك للأسباب الآتية:
1- أنه غش لولاة الأمور وكذب عليهم وخديعة لهم وخيانة لهم وللأمانة التي استرعوهم عليها فصاحب الفرن يوهم من خلال التسجيل اليومي لبطاقة المستهلك المتآمر معه على هذه الخيانة أنه قام بخبز الدقيق وتسليمه للمستهلك خبزاً بينما هو في حقيقة الأمر لم يقم بشيء من ذلك ،
وقد قال عليه الصلاة والسلام : (من غشنا فليس منا) رواه مسلم
وقال أيضاً: (إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار) متفق عليه

2- أنه سرقة للمال العام ، فمن المعلوم أن الدولة تدعم الخبز ليصل للمستهلك بسعر رخيص وتتحمل مبالغ طائلة ترهق كاهلها ليحصل المستهلك على ذلك الدعم فالرغيف الذي يشتريه المستهلك بخمسة قروش يكلف الدولة لصاحب الفرن خمسة وثلاثين قرشاً نظير العمالة والكهرباء والمعدات و...إلخ,,
فيقوم صاحب الفرن بالتآمر مع بعض المستهلكين للحصول على هذا الربح بلا تعب، وأكل هذا المال بدون عمل
والله تعالى يقول: [ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل] سورة البقرة
وقال تعالى: [ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب] سورة المائدة

3- أنهما يفعلان ذلك خفية من الأجهزة الرقابية خوفاً من التعرض للعقوبة وقد قال عليه الصلاة والسلام: (الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس وإن أفتاك الناس وأفتوك) رواه مسلم .

وخلاصة الجواب أن هذا عمل محرم على المستهلك وعلى صاحب الفرن على حد سواء
فعلى صاحب الفرن أن يتقي الله ويكتفي بالرزق الحلال ويترك الطمع والجشع والغش والخديعة
وعلى المستهلك ألا يعاونه على طمعه وليشتر الخبز منه إذا أراد خبزاً أو يشتري الدقيق من البقال الذي خصصه ولي الأمر لذلك ولا يؤثر دنياه على أخراه أو يبيع دينه بدنيا غيره، والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله والحمد لله رب العالمين.

كتبه فضيلة الشيخ/ أبو طارق محمود محفوظ
27-5-2015مــــــــــــــ
_________
رابط موقع الشيخ حفظة الله تعالي ↓↓ـــ↓↓ـ
← ( http://mahfoouz.com/index.html ) ..
_______________
#abou゚moaz
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق